ما هي الأمور التي فعلًا تساهم في ذلك!؟
تعتبر الأم العاملة رمزًا للتفاني والتوازن، حيث تتحدى التحديات اليومية لتلبية احتياجات أسرتها ومتابعة مسيرتها المهنية تضحياتها لا تُحصى، فهي تدير وقتها بمهارة بين العمل ورعاية الأطفال، مما يتطلب منها قدرة على التكيف بإدارة الوقت والعطاء المتواصل والمستمر للجميع من حولها.
أنا أم عاملة وأعتبر نفسي قد حققت نجاح فخورة به في حياتي المهنية والشخصية والعائلية باتباع نظام مرن وسلس يعتمد على التوازن.
لتحقيق التوازن بين العمل والأسرة، كان إتقان إدارة الوقت أمرًا حاسمًا بالنسبة لي، فقد قمت بتحديد الأولويات باستخدام أدوات مثل المخططات، وتفويض المسؤوليات، وتحديد حدود واضحة بين وقت العمل ووقت الأسرة للحفاظ على توازن صحي، علمًا أن ذلك لم يكن سهلًا أبدًا، بل احتجت إلى الكثير من الوقت لأتقن تنظيم نفسي ومسؤولياتي.
من جهة أخرى أعتقد أن الرفاهية العاطفية مهمة مثل الصحة البدنية، لذلك أسعى للحصول على استشارات مهنية، وأتواصل مع أمهات عاملات أخريات للنصح والتعاطف، كما أنني أحتفل بنجاحاتي الصغيرة لتعزيز روحي المعنوية ولإبقاء نفسي متحمسة.
نظرًا لأن الأب يعمل بطبيعة الحال، فقد اعتمدت على أفراد الأسرة للمساعدة، وخاصة الأجداد، والجدات؛ فهم يلعبون دورًا حيويًا في تقديم رعاية الأطفال ويقدمون المساعدة العملية والاستقرار العاطفي بالإضافة إلى تخفيف الضغوط اليومية عنا “الوالدين”؛ كما أن تدخلهم يُسهم بشكل كبير في نقل تقاليد العائلة والقيم الثقافية والدروس الحياتية، مما يُغني فهم الأطفال لتراثهم وهويتهم.
وقد كان لزوجي وأب أطفالي دورًا جوهريًا في مساعدتي في المهام المنزلبة، ومشاركتي واجبات التربية، وإدارة المنزل من خلال الأعمال المنزلية وتحضير الطعام والمشاريع المالية والتخطيط، ساعد ما سبق في خلق جو مستقر ومنظم وداعم للجميع؛ ولا أنسى أن ذلك علَّم أطفالي المساعدة في الترتيب وانجاز مهام منزلية صغيرة قادرون على انجازها بنجاح كترتيب ألعابهم.
هذه الشراكة بيني وبين زوجي ساعدتني في خلق توازن بين مسؤوليات العمل والحياة من خلال العمل معًا، نجحنا في تحقيق حياة أسرية متناغمة وناجحة.
من وجهة نظري، إن نجاحي كأم عاملة يتجاوز إنجازاتي المهنية؛ وأشعر أنه متعلق أكثر بخلق حياة متوازنة ومرضية لي ولعائلتي!
تذكروا دومًا، الأمر لا يتعلق بالكمال؛ بل يتعلق بالقدرة على التكيف والمرونة والاستعداد لطلب المساعدة عند الحاجة، لأنه وراء كل أم عاملة ناجحة هناك استقرارها الذاتي، ودعم زوجها، ومساعدة عائلتها وعائلة زوجها لها.
